ايش هي ردة فعلك لهذا الموقف؟
استلمت رسالة واتس أب من زميلك يقلك “تتعشى؟ خمسة دقايق وأكون عندك!”، خمسة دقايق تمر وعشرة تمر.. ربع ساعة عدت.. طيب نص ساعة، مو بس كدا أكثر من ساعة عدّت وهو ما وصل. إيش اللي يدور في رأسك الآن ؟
١- الخرجة غير مهمة له
٢- صار له حادث؟
٣- معليش، أكيد حيوصل بعد شوية ، حآكل تصبيرة للجوع
لو كنت أجنبي (أمريكي أو بريطاني أو غيره) راح تفكر في أول خيارين بس لو كنت من جماعتنا على الأرجح راح تفكر في الإحتمال الأخير بسبب وجهة نظر ثقافتك عن احترام الوقت.
“احترام ثقافة الوقت” مقابل “انعدام احترام ثقافة الوقت”
واحد من أهم الاختلافات في الثقافات كيف الناس تهتم بثقافة إدارة الوقت، أمريكا وشمال أوروبا ليهم وجهة نظر قوية حول احترام ثقافة الوقت في كل الحالات، دقيقة من الوقت عندهم تتّاخد بجدية لأنها ممكن تصنع شيء! وعدم الاهتمام بالمواعيد عندهم غير مقبول أبدًا !
أمّا العلاقات في البلاد العربية وأمريكا اللاتينية وبعض الدول من أفريقيا فتبعد كل البعد عن احترام ثقافة الوقت بالشكل الصحيح، وأكثر أوقات الإجتماعات عندهم تميل إلى كونها اقتراحات ! غير كدا، الخروج عن موضوع العمل في الإجتماع جدًّا مقبول بالعكس مرحب بيه لأنها تطلّعك من جو الشغل للحياة الإجتماعية.
طيب..إنت ياترى رايح في أي ناحية؟
زي أي طالب جامعي يدرس في أمريكا، كان عندي تجارب كثيرة وضّحت لي الكثير من وجهات النظر عن احترام ثقافة الوقت واختلاف الوجهات مع إنعدام ثقافة احترام الوقت!
كنت طالب دافور أدرس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية مع مدرّسة اسمها ستيوارت، الكلاس كان يبدأ الساعة 1 مساءً و بعد 5 دقايق من بداية الكلاس كانت ماتتردد في قفل الباب! وفي يوم من الأيام جيت متأخر لأول مرة وطبعًا على بالي حتمشّيلي كوني الطالب الدافور فلا يمكن ماتفتح لي الباب ، دقيت على باب الكلاس دقيت ودقيت بمافيه الكفاية عشان تفتح لي الباب! بكل بساطة فتحت الباب عشان تعطيني خبر “إنت تعتبر اليوم غايب” وفعلا هذا الموقف خلّاني أعيد حساباتي وأفكر من جديد في إدارة وقتي بشكل أحسن.
أستاذ علوم الكمبيوتر واللي صار إنه يكون في نفس الوقت مشرفي، علمّني درس مهم في حياتي ! مرة من المرات أخذت موعد لتجهيز بعض الأوراق المهمة عشان أقدّم على البعثة. زي عادتي جيت الساعة 9:30 وما خطر لي إن الوقت فيه أي مشكلة بتاتًا لكن المفاجأة إنه رفض يجتمع معايا وطلب مني أرجع اليوم الثاني! سألته لو ممكن أرجع في وقت ثاني خلال ساعات المكتب لكن كان جوابه كالتالي”أنا قلت تعال بكرة الساعة 9 ” يعني الموضوع مافي مزح و بالفعل لا الّلي عملته.
أستاذ تاني علمني الدرس نفسه بس بنتيجة أقوى. مرة في نهاية الفصل الدراسي أخذت 68٪ وكنت بحاول بشتّى الطرق أخد C عشان ما اضطر أعيد المادة، فكرت أتكلم مع الدكتور وأقنعه بأنه أنا فعلا عندي دراية كاملة بكل معدات هذا الكلاس فممكن تتزبط درجتي، لكن ! بعد ما كلمته رفض لسبب واحد هو تأخيري الدائم وقال ” أقدر أتغاضى وأقول إنك فعلا مهتم بالكلاس طالما بتوصل في الوقت المحدد لكن حضرتك مابتعمل كده” بالنسبة ليا الآن التواجد في الوقت المحدد ما له علاقة مع التزامي في موضوع معين لكن لدكتورنا الأمريكي كان فعلاً سبب يفصل ما بين الطالب الملتزم وعن الطالب المهمل، وكالمتوقع اضطريت أعيد المادة الفصل الدراسي اللي بعده .
الدرس المستفاد !
معظم الأمريكان يسامحوا في شوية دقايق تأخير لكن عند التعامل مع الأساتذة والمديرين على المستوى المهني، لازم تتواجد في الوقت المناسب بالثانية عشان تسلم من كم نظرة تحقيرية. حقيقي كنت بحاول أتكيف مع هذا الموضوع في أول سنتين عشت فيها بأمريكا مع نظرية إحترام الوقت الصارمة.
وبعد ما اتكيّفت معاها رجعت لمملكتنا الحبيبة واضطريت أقنع نفسي إني لا أتوقع أن يبدأ أي إجتماع في وقته المحدد!!
أنا متأكد أنك لاحظت قد إيش الفرق الشاسع في الثقافات ممكن يسبب مشاكل في العلاقات، عشان توضح لك الصورة بشكل أفضل وتقدر تفهم النواحي الثانية للاختلافات الثقافية تقدر تستعرض موضوعي اللي عملته على حسابي في slideshare
إذا كان صار في بيئة عمل أو علاقاتك الأخرى مع أحد من بلد أخرى في وقت من الأوقات أي إختلاف الجواب هو ! طبعا اختلاف ثقافتك وتوقعاتك الخاصة .
كيف ممكن تتغير توقعاتك الخاصة عن ثقافة الوقت لجميع الثقافات ؟ شاركني رأيك بتغريدة على حسابي في تويتر @motazhajaj
يسعدني أعرف عن خبراتكم !