خبرتي كطالب سعودي في أمريكا علمتني معنى “التفكير النمطي”!

التعود على ثقافة جديدة يتعبر كخوض مغامرة، ولو سافرت و عشت في بلد بعيدة عن أرض وطنك حتكون متفق معايا.

كطالب سعودي يدرس في قلب الولايات الأمريكية المتحدة، كان لي تجارب كثيرة وضحتلي الفروق الجوهرية بين طبيعة الحياة الشرقية و الغربية. في هذا المقال حأعرض بعض المواقف إلي كنت بطلها، و من خلالها حتتعرف على اختلاف الثقافات الي ممكن يبني أو يدمر علاقاتك.

أكوام من الأموال؟!

معظم الشباب السعودي يتختار انو يدرس خارج السعوية و أنا اخترت أمريكا. كانت كليتي في مدينة صغيرة في وسط ولاية ميسوري و المعروف عن كليتي بجدارتها في تخصصات التكنولوجيا و الهندسة. خلونا نتكلم عن الصدمات الثقافية!

بما أن الكلية فيها طلاب من مختلف أنحاء العالم، قررت اني استغل دي الفرصة و اتعرف على الثقافات المختلفة. خرجت من دائرة الراحة – على قولهم- و حاولت اتعرف على الي حولي من جنسيات مختلفة بالرغم انو الجامعة فيها طلاب سعوديين!

في مادة اللغة الانجليزية كان معايا طلاب من كوريا، تايلند، و تركيا. كان جدًا صعب التواصل معاهم. لكن! ضغطت على نفسي و عزمنت اني اخلي اجراء محادثات معاهم من أولوياتي. 

friends-in-esl-group-rolla-mo

أحد اسباب انضامي لنادي الطلاب الدوليين هو رغبتي في التعرف على ثقافات بلدان العالم،و أكيد اني اعلّم الطلاب عن ثقافتنا!

أفكار كثيرة عن صورة الحياة النمطية للسعودية بما فيها انو السعوديين غير متعلمين، يعيشوا في صحراء قاحلة، عندهم أكوام من الأموال بدون ما يعرفوا كيف يتصرفوا بيها!

سائق تاكسي سألني لو كانت دي أول مرة أركب سيارة في حياتي! كان يحسب اننا نركب جمال كوسيلة مواصلات.

stereotype-infographic-arabic

بعد هجمات ١١ سبتمبر الأفكار و الاعتقادات حول السعودية ساءت! بعض الأمريكان صار آخذ فكرة انو السعودي يا إرهابي يا داعم للإرهاب بصورة ما!  فكانت مهمتي الشخصية اني اخلّي اي شخص يقابلني يعرف اني شخص طبيعي بمخاوف، آمال و أحلام!

تبغى تخرج و تنبسط؟ طبعًا أبغى أخرج و أنبسط!

عشت بنظرية:

“ اختلافاتنا ستحسن من صداقتنا. سوف نتعلم من بعضنا البعض بدًلا من مقارنة اختلافتنا و قبول تلك الفروقات”!

بترول، خيمة، و جمال.. آخ بس!

كجزء من مهام نادي الطلاب الثقافي، كنّا نعد أركان نوعي فيها الطلاب عن مختلف الثقافات.. الأفكار حول السعودية مخيفة! الناس ما تعرف أي شي كل الي يعرفوا عن السعودية هوا الي يشوفوا في الأخبار. كانو معتقدين انو السعودية خالية من أي فن، ترفيه، أو بزنس!

اعتقادهم انو السعودية بلد البترول و النفط. فقط!

Saudi Arabia Map With Fuel Pump

الالتزام بجداول المحاضرات..مجرد اختيار!

بعد فترة، صرت مساعد في معهد اللغة الانجليزية.. وفي وقتها صدر قرار ابتعاث الطلاب السعوديين حول العالم بمنح من وزارة التعليم.. لمّن شفت العدد الي حيجي الجامعة حسّيت اني في ورطة، بعد ما كنّا أربعة سعوديين حنصير ٨٠! طبعًا شفت العجب من تضارب الثقافات بعد حضور ال٨٠ سعودي! مثلًا، في السعودية..اجتماعات العمل ممكن تعامل معاملة أي مناسبة اجتماعية و الالتزام بالجدول المحدد للاجتماع ينحسب موضوع اختياري أكثر من إجباري. أما في أمريكا فالموضوع معاكس ١٨٠٪ درجة، الالتزام بالوقت و الجدول أمر حتمي! الأساتذة و الدكاترة في الاجتماعي كان انطباعهم أن الطالب السعودي شخص مهمل و غير مهتم بتعليمه.. و للأسف وقتها حسيت اني مقيد.. شايف المشكلة لكن مو عارف الحل!

united-states-monochronic-high-context

تعليم الثقافات.. مصدر إلهام!

نقلت لسانفرانسيسكو لدراسة الماجستير، وأخذت مادة “إدارة الأعمال وفرق العمل في بيئة متعددة الثقافات” في دي المادة تحديدًا فهمت معنى كلمة “اختلاف الفكر الثقافي” اكتشفت اني لازم أساعد الناس في تعايشهم مع مختلف الثقافات بالذات السعودية و دول الشرق الأوسط!  دول الشرق الأوسط صارت تلفت أنظار الشركات العالية بعد ازدهار مشاريع الأعمال فيها و كوجه التحديد.. أبوظبي، دبي، قطر، مصر و السعودية من أكثر الدول و المدن الي صارت موطن لكثير من الأعمال العالمية! 

سمعت قصص كتير و أكيد انتو كمان عن وجهة نظر كثير من الأجانب عن العالم العربي و اعتقادهم بعدم احترمنا للوقت أو حتى للناس في مجالات العمل!

الأجانب غير مدركين لحقيقة ممكن نعتبرها أساس صفقات العمل في العالم العربي و هي “ العلاقات الاجتماعية” عشان كدا كثير من الاجتماعات تعامل كأنها مناسبة اجتماعية.

كمهمهة شخصية، قررت اني أسد الفراغات في اختلاف الثقافات دفعًا لأي ضرر ممكن يحصل في مجال العمل على المدى البعيد. ولهذا السبب السعوديين و الغرب يحتاجوا يقدّروا اختلاف الثقافات بحيث ينتهي الأمر بإمكانية التعايش و التكيّف مه دي الفروقات!  

Leave a Reply